الصبر من أجمل وأفضل الصفات التي يمكن أن يتميز بها المسلم. لقد أثنى الله تعالى على عباده الصابرين في أكثر من آية كريمة وفي أكثر من حديث، ووعدهم سبحانه وتعالى أنه سيوفيهم أجورهم بغير حساب. وهذا أيضاً يدل على مكانة الصبر العظيم عند الله تعالى، فهو سبب لرفع الدرجات وتكفير السيئات ودخول الجنة.
مفهوم الصبر في الإسلام
الصبر في الإسلام يعني: تجنب الخوف أو عدم الرضا بقضاء الله تعالى والثناء على الله تعالى في السراء والضراء وشكره على جميع أقداره. والصبر لا يقدر عليه إلا عباد الله الصالحون الذين يعبدونه رباً ويطيعون، وحتى يصبر الإنسان حقاً ويصبر. أجر الصبر وثوابه يأتي من الله عز وجل، وأجر الصابرين يجب أن يلتزموا بجميع أركان الصبر، وهذه الأركان هي:
- تمهل ولا تعترض على أقدار الله تعالى القاسية والمؤلمة: إن الله تعالى لا يريد لعباده إلا الخير، حتى في الأقدار المؤلمة والقاسية. فكلما أصاب الإنسان أحد هذه الأقدار، عليه أن يصبر ويحتسب الأجر من الله عز وجل. فالمسلم الحقيقي يصبر على قدر الله وقدره، وعليه أن يدرك تمام الإدراك أن قدر الله تعالى هو خير القضاء.
- حفظ اللسان عن السخط والشكوى: لا ينبغي للمسلم أن يتلفظ بكلمات تعبر عن سخطه أو فزعه من مصير ربه، ولا ينبغي له أن يشكو للناس من حاله، فحتى الأحكام التي يمكن للمسلم أن يسميها نظرات الشر جيدة ولكن المسلم لا يدرك ذلك إلا بعد فترة معينة.
- حفظ الأعضاء من إظهار المعصية: أعضاء الإنسان كلها لله عز وجل ويجب على المسلم أن يحافظ على جميع أطرافه من معصية ربه حتى لا يلطم خده عند وفاة قريب له، ولا يمزق ثيابه عند حدوث المصائب والمآسي من الأوقات، ولا يتجادل بلسانه، ولا يغضب عليه بأي حال من الأحوال إذا امتنع أحد عن كل ذلك. وأصبحت المحنة نعمة وهبة من الله عز وجل.