إن تحقيق رسالة الدعوة التي عهد بها الأنبياء لم يمنعهم من ممارسة بعض الحرف التي تضمن لهم ولأهلهم سبل العيش، وتنفيذاً لأمر الله بعمران الأرض. ولهذا نقدم دراسة عن الحرف والمهن التي مارسها الأنبياء لكسب الرزق، وأتقنوا تلك الحرف لتكون قدوة حسنة لبقية البشرية وتساهم في تعليمهم. ية احترام العمل وتقديره. وقد اختار بعض الأنبياء عليهم السلام أكثر من حرفة للعمل بها، وسنستعرضها بالتفصيل، ولنتعرف أيضاً على أهميتها وإتقانها في الإسلام وفي العالم. وقت الدعوة لجميع الأنبياء عليهم السلام.

بحث في رسائل الأنبياء ومهنهم

ومن خلال البحث في حرف ومهن الأنبياء نتعرف على الحرف التي مارسها الأنبياء عليهم السلام والتي ورد ذكرها، ويتم التأكيد على العمل على كسب الرزق بالطرق الصحيحة اقتداءً به. الأنبياء والصالحين، بالإضافة إلى العبادة التي عهدنا بها، وبالتالي فإن الحياة الدنيا هي مقدمة لاستمرار الحياة في الآخرة.

مقدمة للبحث في مهن ومهن الأنبياء

وفي بداية مقدمتنا لدراسة صناعات ومهن الأنبياء نذكر أن المهن والصناعات قد وردت في القرآن الكريم، على سبيل المثال عندما قال الله تعالى في آياته الكريمة {وعلمناه أن يصنع لك ثيابًا تقيك من غضبك. فهل أنتم شاكرون؟} وذلك في ذكر صنعة سيدنا. وقد ذكر الله تعالى مهنة نوح عليه السلام في قوله تعالى: “” فأوحينا إليه أن ابنِ الفلك بأعيننا وبوحينا”.” فإذا جاء أمرنا و حمى التنور فسيروا فيه من كل زوجين أزواجا و أهلك إلا من سبق عليه القول. ولا تكلمني في الذين ظلموا. حقا إنهم سيغرقون». ومن هنا نستنتج أن الأنبياء والرسل اعتمدوا على المهن المختلفة لكسب لقمة عيشهم، وكانوا يأكلون ويشربون كسائر البشر.

رسائل الأنبياء ومهنهم

وقد اشتغل الأنبياء بالعديد والعديد من الحرف والمهن، والتي نذكرها في النقاط التالية:

  • وكانت حرفة النبي صالح عليه السلام الخاصة هي تربية الإبل والإبل والتجارة في ألبانها، وله قصة ناقة صالح الشهيرة المذكورة في القرآن الكريم.
  • كانت حرفة لوط عليه السلام هي كتابة التاريخ واشتهر بالرحّالة.
  • وكان إلياس عليه السلام يعمل في خياطة الملابس.
  • وكانت حرفة النبي إسماعيل عليه السلام صيد السمك وبيعه. كان مترجماً لا مثيل له، يتقن 70 لغة.
  • وقد عمل هود عليه السلام مع كبار التجار في عهده.
  • وكانت مهنة يوسف عليه السلام عمله وزيراً مسؤولاً عن خزائن فرعون مصر.
  • حرفة النبي إبراهيم عليه السلام هي البناء، وقد وجدناها في بناء الكعبة المشرفة بمساعدة ابنه إسماعيل عليه السلام. كما عمل تاجر منسوجات.
  • وكان النبي أيوب عليه السلام يعمل في الزراعة.
  • وكان موسى عليه السلام يعمل في رعي الغنم.
  • وكانت مهنة هارون عليه السلام وزيراً وصاحب منصب رفيع.
  • عندما نزل آدم عليه السلام وحواء إلى الأرض، مارسا الزراعة وصنعا الأدوات اللازمة لعمران الأرض.

مهن الأنبياء وصولا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم

وآخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم. كانت لديه مهنة يعمل بها مثل كل الناس، وتغيرت عندما تزوج. وهناك بعض الأنبياء مارسوا مهناً أخرى تختلف عن تلك المهن التقليدية، وهي كما يلي:

  • وكان لقمان عليه السلام يعمل في الصيدلة والطب.
  • واستطاع نبي الله نوح أن يبني السفينة التي أنقذت المؤمنين من خلال مهنته في النجارة.
  • وكان داود عليه السلام يعمل في الحدادة وصناعة السيوف والرماح وغيرها.
  • وكان ذو الكفلي عليه السلام من أفضل الخبازين في عصره.
  • لقد ملك سليمان عليه السلام الكثير، وقد عينه الله تعالى ملكًا عظيمًا، يتقن لغة الطير والحيوانات، وهو أول من استخدم النحاس في صناعة أشياء كثيرة.
  • وكان عيسى عليه السلام يعمل في صيد السمك وصنع الأدوات اللازمة لذلك.
  • وكانت مهنة شعيب عليه السلام راعي الغنم.
  • الخياطة هي المهنة الأولى لإدريس عليه السلام.
  • كما عمل يعقوب عليه السلام في رعي الأغنام.
  • وكانت مهنة يونس عليه السلام صيد السمك.
  • وأخيراً عمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رعي الغنم في بداية حياته، وعند زواجه من السيدة خديجة عمل في التجارة بشكل واسع نظراً لإخلاصه وأمانته.

الحكمة من عمل الأنبياء في الحرف والمهن

لقد اشتغل الأنبياء في مختلف الحرف والمهن ليتعلموا الصبر واللطف ويكتسبوا صفات كثيرة. كما أنها السبيل لكسب العيش والمشاركة في عمارة الأرض بشكل سليم، وأن يكون النبي قدوة حسنة لسائر البشرية في العمل الدؤوب والنشاط ومواجهة الصعوبات.

خاتمة دراسة في رسائل الأنبياء ومهنهم

وقد وردت أهمية إتقان العمل في العديد من الآيات القرآنية، التي توضح أثر العمل في بناء المجتمع والحضارات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “” ليحمل أحدكم الحزمة” من خشب على ظهره خير له من أن يطلب من الناس أن يعطوه أو يمنعوه”، والعمل أيضاً من العبادة ولا يتم عندما يصبح الإنسان كسولاً وعضواً غير فعال في المجتمع.

وفي نهاية ما ذكرناه في دراسة عن صناعات الأنبياء ومهنهم، والتي تدعونا إلى المحافظة على إتقان العمل بجميع أشكاله، اقتداء بما نعرفه عن الأنبياء عليهم السلام، وأعمالهم. – الاستمرار في تقديم التعاليم المناسبة لتنمية المجتمع.