فن القصة القصيرة

يُعرف الأدب بجميع لغاته بأنه نوع جميل من السرد، أي أن القصص القصيرة تختلف كثيراً عن الروايات حيث أنها تمثل العديد من الأحداث في عدد قليل من الكلمات كما أنها مكثفة في سردها في طريقة ارتباطها بالأحداث. التعامل مع الأشخاص والأحداث بداخلهم. لقد كان هناك العديد من الكتاب العظماء الذين اشتهروا بكتابة القصص القصيرة وأمتعونا حقًا بثروة هائلة من القصص من هذا النوع، وفي مقدمة هؤلاء الكتاب الكاتب المصري الكبير يحيى حقي. وحتى الكتاب الذين اشتهروا بكتابة الروايات كانت لهم تجارب ناجحة للغاية في كتابة القصص القصيرة، ومنهم الكاتب نجيب محفوظ، والكاتب يوسف إدريس.

والآن لنأتي موعدنا مع القصة، أو بمعنى أدق، موعدنا مع مجموعة من أجمل القصص القصيرة التي لا بد أن تقرأها وتعرفها لأنها في الواقع مليئة بالمرح والبساطة كما سترون.

قصة المريض والطبيب الساخر

تحكي هذه القصة عن موقف ساخر للغاية وتدور أحداثه في سطور قليلة ولكنها تحتوي على معاني فكاهية كثيرة وهذه هي القصة.

هذا ما يعنيه

في قديم الزمان كان رجل بسيط يشعر بألم في بطنه، وكل يوم يزداد الألم سوءا عن اليوم الذي قبله، فقرر هذا الرجل أن يذهب إلى طبيب القرية. سأله طبيب القرية عن نوع الألم الذي يشعر به وأين يوجد. وقال الرجال إنه شعر بألم في معدته، وإن تناول الطعام كثيراً ما كان يسبب له الألم.

اعتقد الرجل أنه قد تكون هناك مشاكل مع الطعام يمكن أن تسبب الأعراض التي كان يعاني منها، لكن يبدو أن الطبيب لم يوافق على ذلك.

واستمع الطبيب لشكوى الرجل باهتمام وفكر فيها كثيراً. وعندما سكت الرجل قال له الطبيب: لا تقلق، لدي دوائك وهو يعمل بسرعة، وكان الرجل راضياً جداً بما قاله الطبيب.

نهض الطبيب ونادى مساعده وأمره أن يحضر له الكرنب ويضع الكرنب على عين الرجل.

واستغرب الرجل تصرف الطبيب وأخبره أن الألم الذي يشعر به كان في بطنه وبالتالي لا علاقة له بالأمر. وهنا وقف الطبيب وربط الرجل من كتفه وقال له: لقد أمرت إذا كحلت في عينيك فسوف ترى الطعام الفاسد قبل أن تقوم وتأكله بوقت طويل، ولا تعلم أنه كذلك. ملوثة ومفسدة.”

قصة جحا والرحالة

أما جحا فيمكن القول إن له نصيب الأسد من القصص والحكايات في تراثنا العربي. إنه هذا الرجل الغريب الذي لديه دائما ما يكفي من المواقف ليجعلنا نضحك في جميع مراحل حياتنا وشخصية جحا من الشخصيات التي تعجبني كثيرا. هل هو رجل لذيذ؟ أو رجل متحذلق؟ رجل غبي؟ أم رجل بسيط؟ مهما كان تفكيرنا في جحا، فمن المؤكد أنه يستطيع دائمًا إسعادنا بقصصه وهذه إحداها.

هذا ما يعنيه

في أحد الأيام، في وقت متأخر من الليل، كان أحد المارة الفقراء يمر في أحد شوارع المدينة فقرر الرجل التوقف عند جحا ليطلب منه المساعدة. طرق الرجل الفقير باب منزل جحا. فنظر إليه جحا من شرفة المنزل وقال: ماذا تريد منه؟

رد الرجل على جحا وأخبره أنه يريد منه أن ينزل ليتحدث معه في أمر مهم. استجاب جحا لطلب الرجل ونزل وفتح له الباب واستفسر عن طلبه وعما أدخله إلى منزله في هذه الساعة المتأخرة.

فقال الرجل الفقير لجحا: “أريدك أن تعطيني عملاً صالحًا من الخير الذي وهبه الله لك” فنظر إليه جحا بعناية ثم قال له: “حسنًا، انتظرني عدة مرات. ” دقائق.”

صعد جحا الدرج وتوجه إلى شرفة المنزل. ودعا الرجل الفقير ليصعد إلى الطابق العلوي وينتظر جحا ليعطيه الصدقات. استغرب الرجل وقال لجحا: “طالما أنك لا تعطيني أي شيء، لماذا؟” لي أن آتي إليك، فقال له جحا: كن أنت، هل تريد الخير، لماذا أسقطتني بدلا من أن تسمح لي أن آتي إليك؟

لذا فإن جحا قادر دائمًا على قلب الأمور لصالحه وإضحاكنا وإدخال الفرحة في قلوبنا.

قصة غاندي والحذاء

أما غاندي، هذا الهندي الذي نال فكره وسعيه للسلام إعجاب العالم، فهو من الشخصيات السياسية التي تتمتع بحكمة بالغة، لكن غاندي أيضًا لديه العديد من القصص الشخصية المبهرة. ولم تكن مبادئه مجرد كلمات وعظ بها الناس أو حتى وضعها على الورق، لكنه آمن بها واستطاع أن يضعها موضع التنفيذ، كما سنرى في هذه القصة.

هذا ما يعنيه

كان غاندي في طريقه للصعود إلى القطار وكان على عجلة من أمره وأثناء قفزه في القطار سقط حذاء من قدمه. كان القطار قد تحرك بسرعة ولم يعد قادرا على استعادة الحذاء الذي سقط، لكن غاندي ذلك الرجل الحكيم لم يترك الأمر يمر مرور الكرام، باهتمامه المعتاد بالتفاصيل، خلع الحذاء الآخر ووضعه بجواره. رمى الحذاء الأول. وعندما استغرب الناس من حوله مما فعله، أخبرهم غاندي أنه فعل ذلك لأن الجهاز الذي بقي معه لن يستفيد منه وحده، وحتى الفقير الذي أخذ الجهاز الأول لن يستفيد منه. منه فألقاه ليستفيد الفقير من كليهما، وبدل أن يكونا خاسرين، يحصل أحدهما على أحدهما فيصبح مستفيدا.

قصة البخيل والرجل الحاسد

هذه القصة من القصص التي تكشف بعضاً من أبشع الصفات البشرية ألا وهي الطمع والحسد. يخشى الكثير من الناس أن يقوم شخص ما بالتمييز ضدهم، بينما لا يحاول الآخرون أبدًا تمني الخير للآخرين، وهذا بالضبط ما تجسده القصة التالية.

هذا ما يعنيه

كان هناك ملك عجوز أراد أن يلقن اثنين من خدمه درساً عظيماً. لقد علم أن أحدهما يبخل، والآخر حسود لا يريد الخير لغيره ليطلب الخير الكثير لنفسه، فيعطيه ما يريد ويعطي الآخر ضعف ما يريد أول ما طلب، ولأن كل منهما منهم من لم يكن يريد للآخر أن يتفوق ولا يريد له أن يحقق أي شيء جيد، وكانوا منقسمين جدًا ولم يحققوا شيئًا مما طلبوه. فلما رأى الملك ذلك قال لهم: إما أن تطلبوا وإلا أقطع رؤوسكم، ثم يا سيدي افتح عيني.

قصة الطبيب ذو الحقيبة المغلقة

يبدو أن الأطباء والحكماء لهم نصيب كبير من القصص الساخرة وربما ذلك لأن الناس بشكل عام يمرون بالكثير من الأمور الغريبة المتعلقة بالطب والطب وهذه القصة لا تتعلق كثيراً بالطبيب بل حول حقيبة الطبيب، لذلك اتركها نقرأ هذه القصة الجميلة.

هذا ما يعنيه

في أحد الأيام، مرضت زوجة أحد الرجال في القرية، فأحضر لها طبيبًا. دخل الطبيب الغرفة وطلب من الرجل الانتظار في الخارج. وبعد فترة قصيرة خرج الطبيب من الغرفة وطلب من الرجل أن يحضر له سكينا، لكن الرجل تفاجأ بطلب الطبيب وأخبره بعدم وجود سكين في الغرفة. ظهرت نظرة الحزن على وجه الطبيب ودخل الغرفة من جديد. وبعد فترة قصيرة خرج الطبيب مرة أخرى وطلب من الرجل أن يحضر له مطرقة ومفكاً. وظل الرجل مستغربا من طلبات الطبيب الغريبة، فذهب وأحضر له ما طلب.

وبعد فترة خرج الطبيب مرة أخرى وطلب من الرجل أن يحضر له منشارا. فقام الرجل وخاف من طلبات الطبيب وأخبره أنه إذا كانت زوجته ليست بخير فهو يفضل أن يأخذها إلى المستشفى، لكن الطبيب قال له: “لا، لا علاقة للأمر بزوجتك، ولكن حان الوقت لأحاول فتح حقيبتي ولم أعرف ماذا أفعل.

قصة الملكة واختراع الحذاء

هل سبق لك أن تساءلت عما كان يفعله الناس قبل اختراع الأحذية؟ ومن المؤكد أنهم عانوا من حرارة الطريق أو بعض الحجارة التي مروا عليها، وهذه القصة تحكي عن مدينة وملك قبل اختراع الأحذية.

هذا ما يعنيه

في أحد الأيام كانت هناك مدينة يحكمها ملك معروف بالعدل والرحمة. وفي أحد الأيام قرر الملك أن يستقصي حالة الناس في المدينة ويمشي في الشوارع حتى يعرف بالضبط ما هم شعبه، فسار الملك مسافة طويلة، وكان يومًا شديد الحرارة، وكانت الحجارة تتساقط وفي الطريق كان منهكاً جداً، وأصيبت قدمه بالعديد من الجروح والآلام والمعاناة التي يعاني منها شعبه كل يوم، فأمر الملك بتغطية جميع شوارع ودروب المدينة بالجلد حتى يكون الناس على علم بذلك. رحمه حرارة الشارع، لكن أحد الحكماء من المدينة نصح الملك بأنه من الممكن وضع قطعة من الجلد تحت قدم كل مواطن، وبذلك تحميه من حرارة الشارع وتقلل من تكلفة الكسوة. جميع الشوارع لخفض مع الجلود.

قصة الرجل والدرهم والسحابة

هذا ما يعنيه

كان هناك رجل، ولكن يبدو أنه كان غبيا جدا. وفي أحد الأيام ذهب الرجل إلى الصحراء وواصل الحفر هناك وكأنه يبحث عن شيء ما. وفي الوقت نفسه مر به رجل آخر وسأله عن ماذا، فقال إنه دفن بعض الدراهم في الصحراء، لكنه لم يجدها. فقال له الرجل الآخر: لماذا لم تضع علامة لتحديد المكان؟ وقال إنه حددها في الحال، لكنها اختفت. فسأله الرجل الآخر ما هي العلامة، فقال له: سحابة في السماء.