أمر الله تعالى بالإصلاح في الأرض، وأكرم المصلحين، كما نهى الله تعالى عن الفساد، وأدان المفسدين في عدة آيات من القرآن الكريم. ومن هذه الآيات ما ورد في سورة النحل: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي”، مما يدل على أن الله يأمر بالعدل والإحسان وصلة الرحم، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. الفحشاء والشر والعدوان.

صلاح الأنبياء:

صلاح الأنبياء:

• كما جعل الله تعالى نشر الخير والإصلاح ومقاومة الفساد وسيلة لدفع العقوبات، كما قال في سورة هود: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ يُهْلِكُ الْقُرْيَا بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”. لقد بذل الرسول صلى الله عليه وسلم جهودًا كبيرة في الإصلاح، رغم محاولات أهل قريش إيقافه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله». أو أهلك فيها ما تركتها».

الصراع بين الحق والفساد:

الصراع بين الحق والفساد:

• لقد خلق الله تعالى في الأرض المصلحين والمفسدين، وجعل بينهم صراعاً مستمراً إلى آخر الزمان. ورغم الخوف الذي عبرت عنه الملائكة من الفساد الذي قد يأتي من الإنسان، كما جاء في آيات سورة البقرة: “قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها؟” فقد عيّن الله تعالى الإنسان. خليفة في الأرض وأجاب الملائكة بقوله: “إني أعلم ما لا تعلمون”.

منهج الأنبياء في الإصلاح:

منهج الأنبياء في الإصلاح:

• إن سعي المصلحين إلى إقامة الحق في الأرض يمكن أن ينتصر على فساد المفسدين، كما ذكرهم الله تعالى في أول خطاباته لخلق الإنسان. لقد تناولت جميع رسائل الأنبياء السعي للإصلاح ومحاربة الفساد في كافة مجالات الحياة. حيث قال الله تعالى في سورة الأعراف: “وَلَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا”.

• دعوات الأنبياء -عليهم السلام- لشعوبهم تتفق على نبذ الفساد، ودعوة الناس إلى الحفاظ على الأرض، كما قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ” .

ما هو البر؟

ما هو البر؟

• البر هو أن يكون الإنسان صالحاً في نفسه، وذلك من خلال تنقيتها وتهذيبها، وتثبيت سلوكه على الصراط المستقيم، فتصبح روحه طاهرة طيبة. والصلاح يتعلق بمعظم أعمال الحياة، ونظيره في القرآن الكريم الفساد والسيئات. وكما قال الله تعالى في سورة التوبة: “”خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً”، وكما جاء في سورة الأعراف: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها””

ذكر البر في القرآن الكريم:

ذكر البر في القرآن الكريم:

• يرتبط الاستقامة بالإصلاح ارتباطاً وثيقاً. فلا صلاح بلا إصلاح، ولا إصلاح بلا صلاح. كما جاء في قوله تعالى في سورة الرعد: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. ومن خصائص المؤمنين الاهتمام بتحسين العالم، كما جاء في سورة الأنبياء: “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون”.

• لقد بينت العديد من آيات القرآن الكريم أجر من يقوم بالإصلاح ومواجهة الفساد، كما جاء في سورة المائدة: “فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه”. إن الله غفور رحيم». وفي سورة النساء: «إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله». أولئك مع المؤمنين، وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما.

• في سورة النحل يقول الله تعالى: “فإن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا”. “وإن ربك بعد ذلك لغفور رحيم”. كما نهى عن الفساد في الأرض، كما قال الله تعالى في سورة البقرة: “وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون”.

أسباب صلاح الأنبياء:

أسباب صلاح الأنبياء:

• صلاح الأنبياء يتحقق بإيمانهم بالتوحيد الخالص. وتم التأكيد على أهمية التوحيد الخالص لتحقيق وعد الله بالخلافة في الأرض، والتمكين عليها، ونشر الأمن بعد الخوف. ولذلك كان لا بد من تحقيق التوحيد الخالص، كما يتبين من قوله تعالى في سورة النور: “ووعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما واستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا. فيعبدونني ولا يشركون بي». لا شئ. ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون».

• صلاح الأنبياء يمكن تحقيقه من خلال التوحيد الخالص وعبادة الله وحده لا شريك له، كما جاء في كتاب الله عز وجل:

• ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال: يا قوم اعبدوا الله. وليس لك من إله غيره. إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم». (الأعراف: 59)

• هود عليه الصلاة والسلام: إلى عاد أخاهم هود، قال: “يا قوم اعبدوا الله”. ليس لك إله إلا هو . أفلا تخافونه؟” [الأعراف: 65].

• صالح عليه الصلاة والسلام: قال صالح لأخيهم في ثمود: “يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره”. [الأعراف: 73].

• قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: “وإبراهيم إذ قال لقومه: اعبدوا الله واتقواه ذلكم خير لكم لو كنتم تعلمون”. [العنكبوت: 16].

• وقال لمدين أخاهم شعيبا: “يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره”. [الأعراف: 85].

• “إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو. وأحاط بكل شيء علما». [طه: 98].

• يقول عيسى عليه السلام: “إن الله ربي وربكم فاعبدوه”. “هذا صراط مستقيم” في الآية الخامسة والخمسين من سورة آل عمران.

• محمد صلى الله عليه وسلم: “قل إنما أنا بشر مثلكم”. لقد أوحى إلي أن إلهكم إله واحد فاستقموا له واستغفروا له. فويل للمشركين».