كان إسلام عمر بن الخطاب في السنة السادسة من الهجرة النبوية، وقد أعز الله تعالى الإسلام والمسلمين بإسلام عمر، لأن عمر بن الخطاب كان معروفاً بأنه صاحب عقل سليم وعقل سليم. الفطرة السليمة عمر بن الخطاب، شخصية قوية تخشى المشركين، كان معروفًا أيضًا بعدائه الشديد للنبي. ولسمعته وللمسلمين عامة، فقد أغلق بإسلامه باب فتنة كان مفتوحا أمام المسلمين. ما هي القصة الحقيقية لإسلام عمر؟

قصة عمر بن الخطاب

وفيما يلي عدة روايات توضح لنا قصة إسلام عمر بن الخطاب:

تعددت الروايات التي أظهرت قصة إسلام عمر بن الخطاب، ولكن لم تكن كل الروايات التي تحدثت عن قصة إسلامه تحتوي على سند صحيح أو حتى مقبول يمكن الاعتماد عليه، بل كانت كلها ضعيفة أو كانت سلسلة انتقالها مكسورة. ومع ذلك فإن جميع التقاليد تشير إلى أن السبب الحقيقي للإسلام هو الاستماع لآيات الله عز وجل وهذا هو السبب الرئيسي عند غالبية الصحابة وفيما يلي أشهر وأصح هذه الروايات عن تاريخ تحول عمر ابن الخطاب إلى الإسلام:

الرواية الأولى في قصة إسلام عمر:

وهي رواية ضعيفة ذات إسناد ضعيف لأنها فيها القاسم بن عثمان البصري وروايته ليست قوية، ولكنها من أشهر الروايات عن الإسلام لعمر بن الخطاب:

خرج عمر بن الخطاب يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم، وانطلق؛ رآه أحد الرجال وحكى له قصة أخته وزوجها الذي أسلم، فذهب إلى بيت أخته فاطمة فوجد خباب بن الأرت يقرأ عليهم آيات الله عز وجل. وضرب أخته على وجهها حتى سال منها الدم، وضرب زوجها أيضًا، وسرعان ما تلا آيات الله التي تلاها عليهم خباب. خفق قلبه وهو يسمع ويقرأ بعض الآيات. ولذلك اعتنق الإسلام على الفور وأعلن إسلامه علناً.

الرواية الثانية في قصة إسلام عمر:

وهذه الرواية أيضاً ضعيفة في إسنادها، ولم تروى إلا عن شريح بن عبيد، وهو أيضاً لم يفهم العصر الذي عاش فيه عمر، وروايته عموماً فيها خلط وضعف:

وقد ورد أن سبب إسلام عمر بن الخطاب هو أن عمر بن الخطاب كان النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمنح، لإلحاق الأذى كان في المسجد وكان يقرأ سورة الحاقة فتبعه إلى المسجد، وعندما سمع القرآن انبهر بالكلمات الجميلة والرائعة التي كان يتلوها. والنبي صلى الله عليه وسلم منذ تلك اللحظة أسلم، وحسن إسلامه.

الرواية الثالثة في قصة إسلام عمر:

وهو حديث ضعيف إسناده ضعيف لأنه فيه يحيى بن يعلى الأسلمي وعبد الله بن المعمل وروايتهما ضعيفة، وفيما يلي الرواية:

وورد أن المخاضات فاجأت أخت عمر بن الخطاب، فخرج من المنزل في ليلة شديدة البرد واتجه إلى الكعبة. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة وصلى هناك، ثم خرج عمر فتبعه، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن أحداً يتبعه، وعندما فعرف أنه عمر، فتعجب من أنه يتبعه، وفي تلك الليلة سأله عن سبب متابعته. وخاف عمر أن يدعو عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فشهد وأعلن إسلامه، فطلب منه النبي أن يختبئ فأسلم وأبى عمر أن يخفي ذلك. فأسلم وأخبر النبي أنه سيعلن إسلامه كما أعلن شركه.

الرواية الرابعة في قصة إسلام عمر:

وهي أيضاً رواية بلا سند. وفيما يلي تفاصيل هذه الرواية:

وقد ورد أن عمر بن الخطاب خرج ذات مساء ليشتري الخمر بعد أن كان رجلاً ملهياً وكثرة شرب الخمر. ولم يجد الرجل الذي كان يبيع الخمر وذهب إلى الكعبة ليطوف حولها وهناك رأى النبي صلى الله عليه وسلم يسير بخطوات هادئة نحو المكان الذي كان النبي يصلي فيه بعضًا. اقترب من النبي واختبأ تحت ستائر الكعبة حتى لا يراه أحد. فلما سمع الآيات التي يتلوها النبي صلى الله عليه وسلم رق قلبه “يا الله” فصاح وأسلم على الفور.