ومفاتيح الغيب هي الأشياء الغيبية التي لا يخفيها عن جميع الناس إلا الله تعالى، فيعلمها عنده. لقد أكدت جميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة على مفاتيح الغيب إلا عند الله عز وجل ولا يستطيع أحد التنبؤ بها أو معرفتها. لقد رسخ الله تعالى هذه القيم منذ آلاف السنين، لذا يجب الإقرار التام بأن الله تعالى هو مالك ملكوت كل شيء، وأن بيده مفاتيح الغيب كلها.

مفتاح غير المرئي

وفيما يلي شرح مفاتيح الخفية:

  • وقت ساعة القيامة: الله تعالى وحده هو الذي يعلم وقت القيامة، ولا يعرف الجن ولا الإنس وقت قيامهم، ولذلك يقتصر علمه عليه سبحانه وتعالى. فأخفاها تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جبريل عليه السلام، لأن النبي عندما سأل الملك جبريل عن الساعة أجاب بأنه لا يعرفها وأن فالمسؤول ليس بأعلم من السائل، ومن ادعى الغيب فهو كافر خارج عن الملة لأنه ينسب إلى نفسه ما لا ينسبه إلا الله عز وجل دون غيره. فقال الله تعالى: لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ۚ ولا يعلمون متى يبعثون.
  • توقيت نزول المطر: توقيت نزول المطر لا يعلمه إلا الله تعالى، وكل ما يذكره المتنبئون الجويون هو مجرد توقعات قد تكون خاطئة أو صحيحة. وفي الواقع فإن الله تعالى هو صاحب اتجاه الرياح وحركة المطر والأرض التي سيهطل عليها، وكذلك مكان المطر وزمانه. ولذلك يجب على المتنبئين الجويين أن يربطوا توقعاتهم لتوقيت هطول الأمطار بإرادة الله عز وجل. فإن كل ما يفعلونه هو مجرد توقعات وليس غير ذلك، ومالكهم وقوتهم هو الله عز وجل ولا أحد غيره.
  • علم ما في الرحم: انفرد سبحانه وتعالى في علمه بما تحمل به المرأة سواء كان الحمل ذكرا أو أنثى، فالله تعالى هو خالق الجنين في الرحم. وهو الذي يهديها في جميع مراحلها، وهو الذي زرعها في الرحم منذ كانت نطفة. ثم يتطور إلى علقة ثم يتحول إلى جنين حتى يتحول إلى جنين، فإذا اكتمل الجسد واكتمل، أمره الله تعالى بالنزول من الرحم. كما أن علم الله تعالى لا يقتصر على معرفته بجنس الجنين فحسب، بل إنه يعلم أيضاً هل هذا الجنين تعيس أم سعيد لأن الله تعالى كتب مصيره في الكتاب منذ زار السماء وخلق الأرض. الأرض من دون أن يعلم الله تعالى شكل هذا الجنين وجميع صفاته الشكلية والجسدية، ولا يستطيع إنسان مهما بلغ علمه وخبرته أن يعرف كل ذلك.
  • علم الرزق: إن الله تعالى لديه علم الرزق وما تكسبه النفوس اليوم وغداً وبعد غد، ولا يقتصر علمه على علمه بالرزق فحسب، بل يتعدى علمه سبحانه وتعالى ثم العمل. أن الإنسان سيعمل وما سيستفيد من هذا العمل، كما أنه يعلم سبحانه وتعالى المال الذي سيكسبه الإنسان، ومقدار هذا المال، وكذلك العلم الذي سيتعلمه الإنسان، وكل ما يهم الإنسان من معيشته وماله وولده وكل ما يحصل عليه في الدنيا.
  • وقت الوفاة: وقت الوفاة مقصور على الله عز وجل، ولا يعلم متى يموت الإنسان إلا هو. وحتى علم الموت لا يمكن أن يتنبأ به الله تعالى، ولم يعلمه أحداً غيره. والله تعالى يعلم متى يموت الإنسان وفي أي مكان وفي أي وقت وفي أي مكان يموت.