تعتبر القصص القصيرة أحد الأبواب السحرية التي تأخذ الأطفال في رحلات الخيال، وتساعدهم على الهروب من ضغوط ومتاعب الحياة اليومية. إنه مثل بئر عميق من الإبداع، يقدم جرعة وفيرة من المرح والخيال. تعتبر القصة حكاية منسوجة من الخيال، تحمل رسائل وعبراً، وتعتبر نافذة للمتعة والتسلية وإسعاد القلوب وتعميق التفكير. القصص هي متنفس للكتاب، وفرصة للقراء لخوض تجارب جديدة، ووسيلة للتعلم والترفيه. فكم من القصص استطاعت أن تغير أنماط تفكير القلوب القاسية وتجدد مشاعرها. للكلمات القدرة على تغيير مسارات الحياة.

تمثل القصة جزءًا من عمق إنسانية الآخرين. إنها تساعدنا على التغلب على الأوقات الصعبة وتصحيح طريقنا بفضل قوتها. الكلمات التي تتألق في السطور تطمئن نفوسنا في اللحظات الصعبة، مما يقلل من الشعور بالوحدة والخوف، خاصة عندما تحرمنا الظروف من الرفقاء.

للاستمتاع بأفضل القصص القصيرة للأطفال نرحب بكم في موسوعتنا.

قصة قصيرة للأطفال

قصة قصيرة للأطفال

التاجر والأمير

التاجر والأمير

في يوم من الأيام، أبحر تاجر طموح إلى عالم التجارة على متن سفينة تنقل الركاب بين المدن. كان للتاجر ابتسامة دافئة ونفس راضٍ. لكن أثناء الرحلة تعرضت السفينة لعواصف قوية وكادت أن تغرق. واقترح بعض الركاب التخلص من حمولتهم، ونظراً للغيرة من ثروة التاجر ومكانته الاجتماعية، قرروا تفريغ بضاعته في البحر بدلاً من توزيع البضائع فيما بينهم. وبالفعل ألقوا بالتاجر وبضاعته في أعماق البحر.

حملته الأمواج إلى شاطئ جزيرة نائية. وبعد أن أنقذ الله نفسه من الهلاك شكر الله على خلاصه ورقد في حالة من التعب. ولما استيقظ وجد بئر ماء عذبًا فشرب منه، وأكل أيضًا من ثمار الأشجار المحيطة به. وبعد أن شعر بالتعب، قرر أن يبني مظلة بسيطة من العصي، لكن عاصفة مفاجئة أحرقت ما بناه، فقال بحزن: “يا رب حتى الكوخ البسيط حرمني منه”. لكنه سرعان ما استعاد إيمانه بربه وصلى.

وبعد انتهاء الصلاة رأى مجموعة من الرجال ينزلون من سفينة تقترب من الشاطئ، وقد هبوا لنجدته بعد أن لاحظوا دخان النار. وكانت السفينة تابعة لأمير متوجه لأداء مناسك الحج. أخذ الأمير التاجر معه، وأثناء الرحلة أعجب الأمير بتقوى الرجل وحسن خلقه، فقرر تعيينه وزيراً له. وهكذا تحولت مصيبة التاجر إلى نعمة، إذ عوضه الله عن تجارته الضائعة وأتاح له فرصة الحج.

الحاسد والبخيل

الحاسد والبخيل

وفي أحد الأيام كان الملك يتفقد أحوال مدينته، ​​فرأى رجلين يتجادلان. اقترب منهم لمعرفة سبب شجارهم.

فطلب منهم أن يختاروا أمنية، فيحصل زميله على ضعف ما حدده. لكن الرجلين استمرا في الشجار دون تفكير، وكانا حسودين وبخيلين في نفس الوقت. وعندما ضغط عليهم الملك لاتخاذ القرار، جاء الاختيار البائس من يد الحاسد، حيث قال: “أتمنى أن تُفقأ لي عين واحدة، فيصبح لصاحبي عينان”.

قصة وعبرة

قصة وعبرة

ولما شعر الملك بالضعف، أمر وزراءه أنه إذا مات أن يحملوا نعشه بواسطة الأطباء وينثروا الذهب والمجوهرات التي جمعها في الطريق، وعندما يقتربون من القبر يجب أن يخرجوا يديه من القبر. نعش. استجاب الوزراء لأمره لكنهم كانوا على علم برسالته. أراد الملك أن يعرف الناس أن الأطباء ليس لهم سلطان على الموت، وأن الأموال التي جمعها طوال حياته لن تنفعه. أراد أيضًا أن يُظهر للناس أن الجميع يغادرون هذه الحياة كما أتوا، بلا شيء.

وتبقى القصة أحد ملاجئ الحزانى، تأخذهم إلى دروب تعلم أن الحياة لا تدوم، وتعلمهم قبول ما قدره الله لهم.