شرح مختصر لسورة الكهف من الآيات 1 إلى 10. تلخيص لابن كثير. ولسورة الكهف أهمية كبيرة لما لها من فضل عظيم وأجر عظيم وثواب على المداومة على قراءتها في كل جمعة. وقد وردت أحاديث نبوية صحيحة كثيرة بإسنادها وإسنادها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي إثبات الفضل الكبير الذي تتمتع به سورة الكهف، من ناحية أخرى، يريد الكثير من الناس معرفة تفسير سورة الكهف باختصار من الآية 1 إلى 10. ملخص ابن كثير والذي سنناقشه بالتفصيل فيما يلي هذه المقالة.
شرح سورة الكهف باختصار الآية ١ لابن كثير
شرح سورة الكهف باختصار الآية ١ لابن كثير
لقد قدمت كتب المفسرين والفقهاء في كتب التفسير العديد من الشروح والتفسيرات التي توضح معاني الآيات التي وردت فيها سورة الكهف بكاملها، وتوضح المراد منها والمقصد منها، بالإضافة إلى شرح الآيات التي وردت فيها سورة الكهف. وما فيه من معجزات، وعليه نبدأ الشرح بالآية الأولى على النحو التالي:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعله عوجا (1)
- ولسورة الكهف فضائل كثيرة وردت في متن أحاديث السنة النبوية، وقد ورد في فضلها وفضل العشر الآيات الأولى والأخيرة، وأنها حماية من المسيح الدجال.
- وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: رجل قرأ الغار وفي البيت دابة. ثم بدأ يبتعد، فنظر وإذا بضباب أو سحابة قد غطته. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «اقرأ فلان فإنه حق». «إن السكينة نزلت للقرآن، أو نزلت للقرآن». رواه في الصحيحين من حديث شعبة به، وهذا الرجل الذي قرأه هو أسيد. وابن الحضير كما سبق ذكره في تفسير سورة البقرة.
- قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال». رواه مسلم وأبو داود والنسائي. ونقل الترمذي من حديث قتادة، وقال الترمذي: «من حفظ ثلاث آيات من أول الكهف».
شرح سورة الكهف باختصار الآية (2، 3، 4)
شرح سورة الكهف باختصار الآية (2، 3، 4)
استمرارًا لشرح المعاني التي تضمنتها آيات سورة الكهف، فإن هذه السورة تحمل في طياتها فضلًا عظيمًا، وينال الفرد المسلم الذي يقرأها أجرًا عظيمًا وعظيمًا في الدنيا والآخرة. ولذلك ننتقل إلى شرح سورة الكهف الآية (2، 3، 4).
لينذر من نفسه عذابا شديدا ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا (2)
- قال: قائما، أي قائما، ينذر منه عذابا شديدا، أي لمن يعصيه، ويكذبه، ولا يؤمن به، ينذره بالعذاب الشديد، عذابا عاجلا في الدنيا والآخرة. والمستقبل في الآخرة منه أي من الله الذي لا يعذب أحدا عذابه ولا تربط أواصره أحدا “وبشر المؤمنين” أي هذا القرآن. والذين ثبتوا إيمانهم بعمل الصالحات لهم جزاء حسن، أي جزاء جميل من الله.
خالدين فيها أبدا (3)
- “خالدين فيها” في جزائهم عند الله، وهي الجنة، خالدين فيها أبدا وأبدا، لا زوال ولا انتهاء.
وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا. (4)
- قال ابن إسحاق: وهم مشركو العرب إذ قالوا: نعبد الملائكة، وهم بنات الله.
أنظر أيضا:
شرح سورة الكهف باختصار الآية (5، 6، 7)
شرح سورة الكهف باختصار الآية (5، 6، 7)
الآية الخامسة من سورة الكهف قوله تعالى (ما لهم به من علم ولا آباؤهم كبرت الكلمة التي تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) وما قاله علماء وقد طرحت التفسير لتفسير هذه الآية ما يلي:
- “” ما لهم به من علم “” أي بهذا القول الذي افتروه ووضعوه ولا آباؤهم أي أسلافهم.
- «عَظَّمَتِ الْكَلِمَةُ» وقيل عن التعجب أن شأنها أعظم في كلمتهم.
- “عَظَّمَتْ كَلِمَةٌ تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ” أي: ليس لها أصل غير ما يقولون، ولا دليل لهم عليها إلا كذبهم وبهتانهم.
- “إنهم لا يقولون إلا كذبا.”
ولعلك تلوم نفسك على اتباعهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ندماً (6)
- يقول الله تعالى في محكم التنزيل مخاطبا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ومواساة له في حزنه على المشركين على تركهم الإيمان وبعدهم عنه، كما قال الله تعالى: “فلا تذهبوا” “. روحك حزن عليهم. وقال: “فلا تحزن عليهم”. وقال: “لعلك تهين نفسك ألا يكونوا مؤمنين”.
- ادمر نفسك بالحزن عليهم.
- “لعلك تقتل نفسك على أعقابهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث”. القرآن يعني من الندم. ويقول: “لا تهلك نفسك من الندم”. وقال قتادة: «قاتل نفسك». قال مجاهد غاضبا وحزنا عليهم من الجزع، والمعنى قريب، أي لا تأسف عليهم، بل أبلغك رسالة الله. فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضل، فإنما يضل عليها، ولا تدع روحك تنزع عنهم حزنا. ثم أخبر الله تعالى أنه جعل الدنيا دارا فانية مزينة بزينة زائلة، وإنما جعلها دار ابتلاء لا دار قرار.
إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا (7)
- «إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا». قال قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الدنيا حلوة خضرة، والله خليفتكم فيها. إنه يرى ما تفعلون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت على النساء. ثم أخبر الله تعالى بزوالها وفناءها وخلوها ونهايتها وزوالها وخرابها.
أنظر أيضا:
شرح سورة الكهف باختصار الآية (8، 9، 10)
شرح سورة الكهف باختصار الآية (8، 9، 10)
استمراراً لشرح الآيات الأولى من سورة الكهف والتي يبحث عنها الكثير من المهتمين ويرغبون في معرفة أهم المعاني التي تحتويها هذه الآيات، نواصل شرح سورة الكهف بتلخيص الآية (8، 9، 10) على النحو التالي:
وَإِنَّا لَجَعَلْنَا مَا عَلَيْهَا صَبْحًا (8)
- قال الله تعالى: “وَلَجَعَلْنَا مَا عَلَيْهَا سَوَاءً سَوَاءً”. أي: “وَلَسَنَسْلِفْنَاهَا بَعْدَ زِيْنِهَا خَرَابًا وَخَرَابًا وَجَعَلْنَا كُلَّ مَا عَلَيْهَا هَدَامًا”. أرض مستوية لا تنبت ولا تنفع، كما قال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: «وَلَنَجْعَلَ مَا عَلَيْهَا سَبْطًا سَعِيدًا». يقول أنه سوف يدمر كل شيء ضدها ويدمرها.
أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا؟ (9)
- وهذا خبر من الله تعالى عن قصة أصحاب الكهف باختصار وخلاصة. ثم بسطه بعد ذلك فقال: أم حسبتم؟ “وهذا يعني يا محمد “”إن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا”” أي أن أمرهم ليس عجبا في قدرتنا وسلطاننا، فإن خلق السماوات والأرض”” واختلاف الليل والنهار، وسجود الشمس والقمر والكواكب، وغير ذلك من الآيات العظيمة التي تدل على قدرة الله عز وجل، وأنه قادر على أن يشاء ولا يعجزه شيء. وهو أعجب من أخبار أصحاب الكهف.
إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا في أمرنا رشدا. (10)
- وأما تفسير قوله تعالى: “وإذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا في أمرنا رشدا” يخبرنا تعالى عن هؤلاء الشباب الذين فروا من قومهم بدينهم لئلا يفتنوا به، فهربوا منه ولجأوا إلى كهف في جبل ليختبئوا من قومهم. فلما دخلوا قالوا يسألون الله عز وجل أن يرحمهم ويلطف بهم.
- «ربنا آتنا من لدنك رحمة». أي هب لنا من عندك رحمة ترحمنا بها وتخفينا عن قومنا.
- ” وَهَيِّئْ لَنَا فِي أَمْرِنَا هَدَىً ” أي واكتب لنا في أمرنا هذا الهدى أي أصلح عاقبتنا كما جاء في الحديث وما قضيته لنا. حكم فأحسنوا عاقبته.
أنظر أيضا:
وفي نهاية عرض شرح مختصر سورة الكهف من الآيات 1 إلى 10 ملخص ابن كثير الذي يهتم بالحصول عليه الكثير من الباحثين الراغبين في التعرف على المعاني والمواعظ التي تحملها سورة الكهف وكذلك التعرف على صور المعجزة المخبأة بين آياته. وقد قدمنا بدورنا شرحاً مفصلاً للعشر الآيات الأولى منها.