ما حكم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة؟ وما الدليل الشرعي الذي يوضح موقف الإسلام من هذا اليوم؟ تختلف الأعياد والمناسبات العالمية على مدار العام، وقد يجهل الكثير من المسلمين الحكم الشرعي فيها، مما يثير التساؤل حول ما هو الصواب وما هو الخطأ. ولذلك يسعى موقع “الرسالة” إلى توضيح الحكم الشرعي للاحتفال بيوم المرأة وغيره من المناسبات، بناءً على ما ورد في السنة والنصوص القرآنية.

يوم المرأة العالمي

يوم المرأة العالمي

يعتبر اليوم العالمي للمرأة من أبرز الأحداث العالمية، حيث يتم الاحتفال به في الثامن من مارس من كل عام. ويهدف هذا اليوم إلى تكريم الإنجازات التي حققتها المرأة في مختلف المجالات، والدعوة إلى تحقيق المساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات، سواء في مهنتها أو في حياتها السياسية والاجتماعية.

شعار يوم المرأة العالمي 2025 وأسباب اختياره.

ما حكم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة؟

ما حكم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة؟

اتفق علماء أهل السنة والجماعة على أن الاحتفال بيوم المرأة العالمي لا يجوز؛ لأن هذا اليوم لم يكن معروفا في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم. معهم ولم يحتفلوا به. ولذلك يعتبر هذا الاحتفال بدعة، لا علاقة لها بالإسلام. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار».[1] وهذا يؤكد أن كل ما أحدث بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويخالف سنته فهو ضلال غير مقبول. ولذلك فإن الاحتفال بهذا اليوم يخالف تعاليم الإسلام، والله أعلم.[2]

مكانة المرأة في الإسلام

مكانة المرأة في الإسلام

وبدلا من تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة، أعطاها الإسلام مكانة رفيعة، ومنحها حقوقها كاملة دون نقصان. وأمرتها بالرفق بها، سواء كانت أما أو زوجة أو ابنة. كما يمنح الإسلام المرأة حق الميراث والطلاق إذا تعرضت للظلم. لقد اعتنى بها من خلال تخفيف الأعباء الملقاة على عاتقها مقارنة بالرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وأعوج شيء في الضلع أعلاه.» فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته بقي أعوج». [3] وهذا يدل على أهمية احترام وتقدير حقوق المرأة في المجتمع الإسلامي، والله أعلم.[4]

قصة يوم المرأة العالمي وتاريخه وشعاره.

حكم تكريم الزوجة في يوم المرأة العالمي

حكم تكريم الزوجة في يوم المرأة العالمي

إن تكريم الزوجة في يوم المرأة العالمي يعتبر أمراً غير جائز، فهو يعتبر من الاحتفالات التي لا يجوز إقامتها، حيث يعتبر بدعة ولا أصل له في الشرع. ومع ذلك، يجب على الزوج أن يكرم زوجته ويعاملها معاملة حسنة في جميع الأوقات. كما قال الله تعالى: {وعاشروهما معروفاً}.[5] وهذا يدل على ضرورة معاملتهم بلطف في كل الأوقات دون حصر، مما يجعل تخصيص يوم للاحتفال بهم في سياق الغرب غير مقبول، والله أعلم.[6]

حكم المشاركة في الاحتفالات السنوية

حكم المشاركة في الاحتفالات السنوية

وقد أفتى الفقهاء بعدم جواز مشاركة المسلمين في أي احتفالات أو مناسبات سنوية، لأنها تتكرر كل عام وتعتبر من الأعياد. لا يجوز للمسلمين الاحتفال إلا بعيد الفطر وعيد الأضحى، وهما العيدان الوحيدان المعترف بهما في الإسلام. وهذا النوع من الاحتفال يعتبر بدعة، وليس من تعاليم الإسلام. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا».[7] ولذلك يجب على المسلمين الالتزام بما جاء في الكتاب والسنة، ولذلك فإن الاحتفال بيوم المرأة أو غيره من احتفالات غير المسلمين لا يجوز، والله أعلم.[8]

وفي الختام، تناولنا في هذا المقال حكم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، مستعرضين آراء الفقهاء في هذا اليوم. كما ناقشنا القضايا المتعلقة بإكرام الزوجة ومكانتها التي يضمنها الدين الإسلامي.